المهرة بين المستنقع والنور
نداء موجز يدعو أهل المهرة لحماية أرضهم وأبنائهم من القات والمخدرات، ويستنكر السكوت على هذه الكارثة الاجتماعية والاقتصادية. يدعو الخطاب الأمهات والآباء والشيوخ والقادة للعمل فورًا—إغلاق أسواق القات، وتحويلها إلى مشاريع شبابية منتجة، واختيار «النور» بدلاً من الضياع—ليكتب أهل المهرة تاريخًا جديدًا من الكرامة والتنمية
المهرة أرض المحبة والسلام، لن نسمح أن تتحول إلى مستنقع قات ومخدرات.
من محراب الدعاء بعد صلاة العصر في يوم الجمعة، دعوت الله أن يحفظ أرض المهرة وأهلها من كل سوء،بعد أن صعقت بخبرٍ مفجع: ضبط مصنع للمخدرات في شحن.
فسألت نفسي: إلى أين وصلنا؟! وأي مستقبل ينتظر أبناءنا إن سكتنا؟!
ثم خطر في بالي ذاك الشر الأكبر: القات.
هذه الشجرة الخبيثة ليست بعيدة عن المخدرات، بل هي أختها وشريكتها في ضياع العقول وخراب البيوت.
عرفنا في دراستنا أن القات سبب التفكك الأسري، وضياع الشباب، وانهيار الاقتصاد… ومع ذلك فتحنا له الأبواب، أقمنا له أسواقًا، صنعنا له طقوسًا وعزائم، وروّجناه لأبنائنا، حتى صار عادةً تُمارَس بدمٍ بارد، بينما حقيقتها هدمٌ للمجتمع وفقرٌ للأسر وضياعٌ للأبناء.
قال الله تعالى:
﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا﴾.
فأي وعد اخترنا؟! وأي طريق نسلك؟!
أوجه صوتي لكل أمٍّ ترى ابنها يذبل أمامها… لكل أبٍ عاجز عن حماية فلذة كبده… لكل شيخٍ وقائد ومسؤول يعلم حجم الكارثة ويصمت:
إلى متى السكوت؟!
يا أهل المهرة… هذه ليست عادتنا ولا قيمنا ولا ديننا. فلماذا فُرض علينا القات؟! ولماذا فتحنا له أبوابنا ونحن نعلم أنه يجرّ وراءه المسكرات والحبوب والمخدرات؟!
من حقنا أن نحيا بسلام، ومن حق أبنائنا أن يعيشوا بلا قات.
الأم هي الملكة في بيتها، وصوتها أقوى من أي قرار.
والرجل الذي يضيء ضميره بنور الحق هو الدرع الأول لأهله وأرضه.
بأيدينا نستطيع أن نغلق باب القات، ونحمي أبناءنا، ونحوّل الظلام إلى نور.
ولماذا لا نستبدل أسواق القات بمشاريع صغيرة لشبابنا؟!
لماذا لا نجعلها مصانع للأمل بدل مصانع للضياع؟!
شبابنا يملكون العزيمة والطموح، فلنمنحهم فرصة عمل ترفعهم، لا عادة قات تُسقطهم.
يا أبناء المهرة…
إما أن نكتب تاريخًا جديدًا من التنمية والكرامة،
أو ندفن أبناءنا في مستنقع القات والمخدرات.
القرار بأيدينا… فلنختر النور.
أمنة السليمي ✍️
شارك هذا المنشور:
المشاركات ذات الصلة
يتناول النص جمال اللغة المهرية باعتبارها هوية وتاريخاً حياً، فهي ليست لهجة فحسب، بل ذاكرة الأجداد وص...
يستعرض هذا الموضوع مقارنة شاملة بين الماضي والحاضر في محافظة المهرة، موضحًا كيف كانت الحياة قديمًا ب...
المهرة.. من سحر الليالي المضيئة بالفوانيس إلى مدن تنبض بالحياة والطموح! 🌙☀️ رغم عقبة الكهرباء التي...