
طرائف وحكم وأشعار من كنوز لبتراث المهري العريق
رحلة ممتعة في أعماق التراث المهري الأصيل، نستعرض فيها طرائف شعبية مليئة بالحكمة، وأشعارًا مفعمة بالمشاعر والهوية. هذا المحتوى يسلط الضوء على روح أهل المهرة، ما بين الفروسية والكرم، الحنين والحكمة، في مزيج ثقافي يعبّر عن تاريخ عريق لا يزال ينبض بالحياة

� طرائف وحكم وأشعار من كنوز التراث المهري العريق الثقافة المهرية مليئة بالقصص والطرائف الشعبية التي تناقلها الناس عبر الأجيال، وتعكس روح الدعابة والحكمة لدى أهل المهرة، إضافةً إلى ارتباطهم العميق بالطبيعة والحياة البدوية والبحرية. في هذا العرض، نستعرض باقة من القصص الطريفة والحِكَم والأشعار المهريّة التي تُجسد أصالة هذا التراث العريق. أولًا: طرائف مهريّة من ذاكرة المجتمع
القاضي وحكم الجمل
في أحد الأيام، ذهب رجلان من أهل المهرة إلى القاضي يتنازعان على جمل، إذ كان كلٌّ منهما يدّعي ملكيته. استمع القاضي إلى الطرفين، ثم أمر بإحضار الجمل، وطلب من كل رجل أن يناديه باسمه ليرى لمن يستجيب. ناداه الأول: فلم يتحرك الجمل. ناداه الثاني: فركض الجمل نحوه فورًا! ابتسم القاضي وقال: “الجمل نفسه يعرف صاحبه، فلماذا لا تعرفان؟” فضحك الرجلان، ورضيا بحكم الجمل وانتهى النزاع.
الصبي والرجل الحكيم
سأل صبي صغير أحد حكماء المهرة: “يا عم، كيف أكون ناجحًا في حياتي؟” أجابه الحكيم: “هل تستطيع حمل جمل؟” قال الصبي: “لا، الجمل ثقيل جدًا!” قال: “هل تستطيع حمل جمل صغير؟” أجاب: “نعم.” قال الحكيم: “إذا حملته كل يوم، فلن تشعر بوزنه عندما يكبر!” الحكمة: ابدأ بالأشياء الصغيرة، وستقدر لاحقًا على الأمور الكبيرة. ثانيًا: أشعار مهريّة خالدة الشعر المهري هو مرآة الروح، ووعاء الحكمة، وناقل الهوية والمشاعر من جيل إلى جيل.
شعر عن الحب والاشتياق
بالمهرية: يَكْدَرْ أُوَادِي هِيْلَانْ بُوقُبْ يَسْتَدْ أُعُيُونْ يِفْهُومْ أَهَلْ جِدْرَانْ وَشْ يِفْهُومْ الْبَدُونْ؟ بالعربية: حين تهبُّ الرياح بلطفها توقظ في القلب ذكريات الحنين يفهمها أهل الديار وعشاقها لكن هل يفهمها الغرباء؟
شعر عن الحكمة والصبر
بالمهرية: سَبْرُه وْهَرْجُه بِمِيزَانْ لَا تُوْرُدْ رَاحَتَكْ فَانْ مَنْ قَبَلْ رِفْقَه وْحِبْرَانْ وَلَا خَسَرْ قَبْلَ يِشْتَانْ بالعربية: تحلَّ بالصبر في كل حالِ ولا تورد روحك في المهالكِ من قبل الرفقة كان سعيدًا ولا يخسر إلا من استعجلَ
شعر عن الكرم والضيافة
بالمهرية: مَرْحَبَا بِالضِّيفْ دَائِمْ لَا يُغْلَقْ بَابْ بُيُوتْ لَحْمْ نِقْدِمْ وَلَا نَنْدَمْ كُلْ مَهْرِيْ بِهِ يَبُوتْ بالعربية: مرحبًا بالضيف دائمًا عندنا لا نغلق الأبواب في وجه الأهلِ نقدم اللحم ولا نندم يومًا فالكرم في المهري أصلٌ جليلُ . 4. شعر عن الشجاعة والفروسية بالمهرية: رَجّالْ مِهْرَةْ فِي المِيدَانْ لَا يُرْهَبْ مِنْ ضِيقْ الوَقْتْ فِي الحَرْبْ نِثْبُتْ بِالأَكْوَانْ وَلَا نَرْجِعْ حَتَّى المَوْتْ بالعربية: رجال المهرة في ساحة القتالِ لا يهابون الضيق والمِحالِ في الحرب نثبت كالجبل العالي ولا نرجع حتى الرمق التالي
شعر عن الغربة والحنين للأرض
بالمهرية: يَا دَارْ أَهْلِي وَيَا نَخْلَانْ فِينَكْ مَرْعَايْ وَبَحْرَانْ؟ يَا غُرْبَةْ تَكْوِينْ نِسْيَانْ مَا فَادْ صَبْرِي وَالنِّسْيَانْ بالعربية: يا دار أهلي ويا أرضي الجميلة أين مرعانا وأين تلك السواحلُ؟ الغربة تجرح قلبي العليلَ ولا ينفعني الصبر والتجاهلُ ختامًا: يبقى الشعر المهري والقصص الشعبية شاهدًا حيًا على غِنى ثقافة أهل المهرة، وعلى روحهم التي تمزج بين الحكمة، الشجاعة، الكرم، والحب الصادق. تراثٌ لا يُكتب بالحبر فقط، بل يُروى من القلب، ويحيا في وجدان الأجيال
شارك هذا المنشور:
المشاركات ذات الصلة

اكتشفوا معنا ملامح الثقافة المهرية الأصيلة، من اللغة الفريدة والعادات القبلية، إلى الفنون الشعبية وا...

يشكل التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة تحديًا اقتصاديًا واجتماعيًا كبيرًا يلقي بظلاله الثقيلة على حياة ا...

يبدو تحقيق التعايش السلمي في بيئة تعج بالصراعات والانقسامات مهمة شاقة، بل شبه مستحيلة في نظر البعض....